تعتبر زها حديد أول إمرأة حصلت على جائزة Pritzker للعمارة وذلك في عام 2004، وتعتبر هذه الجائزة بمثابة جائزة نوبل. ولدت زها حديد في بغداد عام 1950، ودرست في الجامعة الأمريكية في بيروت باختصاص رياضيات، ثم انتقلت إلى لندن في عام 1972، وانضمت إلى (OMA) Office of Metropolitan Architecture، كما درست العمارة في Architectural Association في لندن ثم بدأت التدريس فيه، وفي عام 1982 فازت في مسابقة نادي هونغ كونغ Peak Club، وهو عبارة عن مركز للترفيه والإبداع.
يعتبر الرسم والتلوين وخاصة في بداياتها عنصرًا هامًا في أعمالها التصميمية. ومنذ المعرض الذي عرضت فيه تصاميمها وأعمالها المعمارية في عام 1983 في لندن، دخلت زها حديد العالمية، حيث تم عرض أعمالها في كثيرٍ من مجموعات المتاحف المشهورة.
لقد عرفت زها حديد بأنها المعمارية التي وسعت آفاق العمارة والتصميم المدني، وتعتمد تجاربها العملية على مبدأ تكثيف استخدام الفراغ الموجود والذي يتوسّع ليضم كل مجالات التصميم، بدءًا من تصميم المدن وحتى التصميم الداخلي والفرش.
إنها معروفة جيدًا وخاصةً بأعمال المباني الواسعة مثل محطة المحروقات Vitra عام 1993 في ألمانيا، وبناء Mind Zone عام 1999 في المملكة المتحدة، وصالة تزلج في استراليا عام 2002 ومركز Rosenthal للفن المعاصر في أوهايو عام 2003.
وإلى جانب أعمالها الخاصة فإن زها حديد تابعت مشاركتها للشؤون الأكاديمية، حيث أنها احتفظت بمنصبها كبروفسور ضيف في جامعة Harvard، وجامعة Yale، وجامعة Illinois في شيكاغو، وجامعة Columbia، وجامعة الفنون البصرية في Hamburg وجامعة الفنون التطبيقية في فينيا.
ويعتبر مشروع معرض الفن الوطني في سنغافورة عام 2006 أحد المشاريع المميزة التي صممتها زها حديد حيث تم تصميم قاعة المدينة فيه بحيث تكون أكثر ديناميكية وتميزًا، إذ أنها تضم مجموعة أقسام المعرض، بينما الفسحة الرسمية العلوية تتّسم بالطابع الكلاسيكي الحميمي، حيث تحتوي على أقسام للبيع وقاعات للاجتماعات ونادي للأعضاء، فكان المعرض آنذاك نسيجًا متكاملًا تم فيه توزيع الفراغات بشكلٍ مرتب ومترابط حسب المجالات المعروضة، وبشكل مختلف عن المعارض التقليدية.
أما عن آخر مشاريعها فهو مشروع الملعب الوطني في طوكيو، اليابان، حيث فازت مؤخرًا بعقد تصميم وإنشاء هذا المجمّع الضخم والذي تبلغ كلفة إنشائه 1.62 بليون دولار أمريكي، وسيستضيف الألعاب الأولمبية في عام 2020 وسيكون جاهزًا للافتتاح في عام 2019.
لم تكن زها حديد معمارية تقليدية، بل كانت كما وصفها معلمها Koolhass”إنها كوكب ضمن مجرتها الخاصة”، فالإبداع يظهر عندما نخرج من الأرض لنحلق عاليًا في الفضاء بحرية وبدون أيّة قيود.