لم يعد الماكيت أو المجسم في أيامنا الحالية من الكماليات بالنسبة لأي عمل هندسي أو فني، وإنما أصبح جزءٌ أساسيٌ من العمل، خاصة في المنشأت أو المشاريع الكبيرة والمتوسطة، فقد أصبح من النادر وجود هكذا مشروع دون مجسم يوجز الشرح عن تصميمه وهيكليته.
فقد تطور فن صناعة الماكيت في منطقتنا العربية مؤخراً بشكلٍ ملحوظ، فاليوم ثقافة الماكيت تنتشر ليس فقط لدى المختصّين بل ضمن شريحة كبيرة بالمجتمع على الرغم من عدم إلمامهم بكافة التفاصيل. وليس المعماري أو مساعد المهندس المعماري (رسم وتمثيل هندسي) وحده من يحتكر صناعة الماكيت، إنما يوجد أنواعٌ كثيرة من الماكيتات يمكن للمهندس المدني أو مساعد المهندس الإنشائي (إنشاءات) أن يقوم بصناعتها بهدف توضيح فكرة ما مثل كيفية وصل حديد التسليح بين الجائز والبلاطة المسلحة، أو كيفية توضّع الأعصاب ببلاطة الهوردي، وذالك بمقاييس يحددها صانع الماكيت.
ويوجد بكلية الفنون الجميلة، قسم التصميم الداخلي، بعض الطلاب الذين يصنعون مجسماتهم بمقياس 1/1 أي بالمقياس الحقيقي، بهدف تصميم مجسم تقريبي لتوضيح فكرة التصميم الرئيسي الذي ربما يكون طاولة أو كرسي. أما بالنسبة للماكيت المسرحي فيقوم بصناعته مهندسو التصميم المسرحي أو طلاب قسم التصميم المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية، ويُصمم هذا الماكيت وفقاً لمشاهد المسرحية وتلعب الإنارة والحركة دوراً هاماً في إنجاح هذا الماكيت.
ومن هنا نستنتج بأن فن صناعة الماكيت لا يقتصر على أحد حتى ولو لم يكن ممن ذكرناهم سابقاً لتوضيح الأمثلة. فما ذُكر هو غيضٌ من فيض، وللتأكيد فإن مخبري الأسنان (تعويضات سنّية) يستطيع صناعة مجسمات للأجهزة الضخمة المتواجدة لديه باستخدام مواد مختلفة.
ما ذكرناه هو مختصر شديد لهذه الحرفة المفتوحة للجميع، على أمل أن نقوم بتفصيل العديد من أقسامها في الأيام القادمة. نتمنى أن تشاركونا تجاربكم وخبراتكم مع هذه الصنعة فالغاية أولاً وآخراً هي تبادل الخبرات مع الجميع. بانتظار مشاركاتكم ضمن التعليقات، وفي حال كان لديكم الكثير لتذكروه، بإمكانكم مشاركة أخبار كاملة من خلال صفحة الاتصال الخاصة بالموقع.